ماهي الذاكرة؟ كيف نقوي عملية الحفظ؟ كيف نفكر؟
يأخذ الجاهل كل شئ يصادفه، أما الشخص الماهر في حقيقة الأمر حزر جدا فيما يتعلق بما يضعه في علية دماغه. شارلوك هولمزنأتي إلي الحياة بوعي أشبه بوعاء فارغ، ولكنه رغم ذلك يكون شديد التعطش لإستقبال المعلومات وأكثر قابلة لإدراك العالم.
بمرور الوقت تملؤه التجارب التي نختبرها بواسطة حواسنا تتكون معتقداتنا وتفكيرنا الخاص تبعاً لها.
وكما هو معلوم أن الطفل في سنواته الأولي يكون أكثر قابلية لتقلي المعلومات التي تأتيه من العالم عبر حواسه ويخزنها دون وعي، وكلما تقدم به العمر تنمو لديه القدرة علي تحليل ومعانية مايلقاه من معلومات بل والتفاعل معها أيضاً، وتقرير ما الذي سيحتفظ به وما الذي سيستغني عنه.
يطلق شارلوك هولمز علي الذاكره "علية الدماغ"وقد اثبتت الدراسات اللاحقة أنها اشبه بالعلية في طريقة استقبالها واسترجاعها للمعلومات.
تتجزأ علية الدماغ إلي جزئين.
الهيكلية:
وهي الطريقة التي تعمل بها دماغنا من حيث اسقبالها للمعلومات ومعالجتها وتخزينها لحين الحاجه إليها في المستقبل، وأيضا إذا كان سيتم دمجها مع محتويات اخري ام لا. الهيكلية ليست شيئا ثابتا، بل هي قابلة للتوسع والإنكماش حسب طريقة استعمالنا لها.المحتوي:
وهي تلك الأشياء التي أخذناها من العالم الذي نعيش فيه والتي ادركناها بفعل حواسنا كالذكرايات والمعرفة.
الأمر أشبه بالمنزل حيث شكل المنزل ومساحته يقابل الهيكلية، بينما الأثاث الذي سنضعه في المنزل يُمثل المحتوي.
تعتمد طريقة ترتيبك للمحتوي علي الطريقة التي تربيت عليها والي تشكلت منها طريقة تفكيرك، فهي لسيت موجودة بالضرورة أو لأنها مفروضة علينا بل لأننا تعلمناها ممارستها منذ الصغر.
وإذا تساءلت كيف تتم عملية التفكير؟
فهي تحدث عندما يتحد أثاث الذاكرة مع هيكلة العادات الداخلية والظروف الخارجية من أجل تحديد أي الأشياء سيتم استرجاعها.
وإذا تساءلت كيف تتم عملية التفكير؟
فهي تحدث عندما يتحد أثاث الذاكرة مع هيكلة العادات الداخلية والظروف الخارجية من أجل تحديد أي الأشياء سيتم استرجاعها.
الذاكرة:
هي إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات واسترجاعها. وتدرس الذاكرة في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب. في بداية البحث عن مكان الذاكرة في الدماغ. تم إجراء تجربة بتعليم الفئران الركض في متاهه، ثم تم إستئصال أجزاء عديدة من أدمغة الفئران وإعادتهم للمتاهه ثانية.
علي الرغم من تراجع الوظائف الحركية للفئران إلا انها لم تنس طريقها.
نستنتج من ذلك: أنه ليس هناك مكان واحد تُخزن فيه ذاكرة معينة بل الذاكرة موزعة علي العديد من الشبكات العصبية المتصلة.
أما اليوم فإن الذاكرة مقسمة إلي قسمين:
![]() |
| نموذج التخزين المتعدد: النموذج الأصلي للذاكرة لأتكينسون، وشيفرين (1968)، الذي يتألف من السجل الحسي، مخزن المدى القصير، ومخزن المدى الطويل. |
ذاكرة قصيرة الأمد:
يتم فيها تخزين المعلومات لمدة قصيرة ثم تمحي محتوياتها بمرور الوقت.
عندما يتم عرض بعض العناصر أمامك لأول مرة فإنها تدخل الذاكرة قصيرة الأمد، ولكن فإذا دخل عناصر اخري فإن العناصر القديمة يتم محوها نظراً لمساحتها المحدودة.
الذاكرة طويلة الأمد:
ولكن إذا تم عرض نفس العناصر لأكثر من مره علي فترات متباعدة، يتم تكوين هذه العناصر في الذاكرة طويلة الأمد حيث يتم تخزينها لفترة طويلة من الزمن.
عندما تري شيئاً ما يقوم الدماغ بتخزينه في منطقة الحُصيْن Hippocampus ومنه تنتقل الأشياء التي نعتبرها مهمة وتستحق الخزن بناءاً علي تجاربك السابقة وتوجهاتك الماضية.
ولكن كيف عملية حفظ المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد:
التكرار:
عندما تقوم بتكرار نفس المعلومات علي فترات متباعدة - ربما درس تريد حفظه جيداً إذا قمت بتكرار حفظه علي فترات متباعده ربما يوم بعد يوم- يتم تكوين روابط عصبية ومسارات لتلك المعلومات، بحيث تُحفظ في الذاكرة طويلة الأمد وتستطيع استعادتها في أي وقت تريده.
كن واعياً بما تريد تذكره:
يمكنك عندما تمر بموقف معين تريد تذاكره تقول لنفسك "أريد تذكر ذلك"، بهذا تكون أعطيت إشارة للمخ بأن هذه المعلومات مهمة بالنسبة لك.
ربط المعلومات:
من أكثر الوسائل فاعلية هي ربط المعلومات بأشياء ليست لها علاقة بالمعلومة بطريقة مباشرة ولكنها برغم ذلك تحفزك علي تذكرها.
علي سبيل المثال، ربط تاريخ تريد حفظه بتاريخ ميلاد شخص عزيز عليك.
بمكن أيضا التلاعب بالمعلومات بحيث تضعها في إطار قصصي يساعدك علي الوصول لها بسرعة.
التحزيم:
هي عملية تمكن المرء من تقوية قدرته علي التذكر وتنظيم المعلومات،
عند تريد حفظ رقم هاتف على سبيل المثال، يستطيع المرء أن يُحزّم الأرقام في ثلاث مجموعات :أولًا (مثلًا 123)، ثم حزمة من ثلاثة أرقام (456)، ثم حزمة من أربعة أرقام (7890).
النوم:
خلال النهار يقوم المخ بحفظ المعلومات لفترة مؤقتة، يتم تخزينها أثناء لنوم في الذاكرة طريلة الأمد.
فاستذكار دروسك قبل النوم مباشرة طريقة فعاله للحفظ.
كيف نتذكر ماحفظناه:
عندما تريد تذكر شئ يتجه الدماغ نحو المعلومات التي تريد تذكرها وأحيانا يتم دمج المعلومات مع معلومات اخري واحيانا يتم التوده نحو المعلومات المجاورة لما تريد تذكرة.
عندما تحاول تذكر شئ تتنافس المعلومات لجذ انتباهك كل الأمر يعتمد:
- علي تنظيم علية دماغك.
- كيف قمت بتحفظ المعلومة.
- الأشياء التي تحفزك علي تذكر المعلومات.
- منهجية وتنظيم عملية التفكير.
النسيان:
هناك نوعين من النسيان نوع الأول تختفي فيه المعلومات إلي غير رجعه، وفي النوع الثاني لا تكون المعلومات قد اختفت كلية وإنما يصعب التوصل إليها بسبب تراكم معلومات جديدة عليها.
عند تكوين ذكري أو معلومة نريد حفظها لأكبر فترة من الزمن، من المهم أن نكون متحفزين ومهتمين لأن المخ يحفظ كل مانراه ذات أهمية، كما أنه يحفظ الأشياء التي تثير فينا المشاعر أو تجذبنا من خلال الملاحظة.
أحيانا تتسرب بعض المعلومات والتي لا تشكل أي اهمية إلي علية دماغنا يحدث ذلك بطريقة سلبية دون القيام بجهد واع للتحكم بإنتباهنا، لذلك من المهم أن تكون متيقظين حتي لا تتكسدس المعلومات ونفقد ماهو مهم حقاً.


Comments: 0
Post a Comment